نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أعاني من زوجي الذي خدمته طوال حياتي... الآن بعد أن تقدم بنا السن وشارفنا على الخمسين وكبر أبناؤنا، أفاجأ به يهاتف البنات ويضاحكهن عبر الهاتف... لا أستطيع تحمل ذلك، كلمته ولكنه لا يرعوي عن غيه... فهل أطلب الطلاق؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن العشرة الزوجية أمرها عظيم والمشاهد أنه كلما طال أمد تلك العشرة امتدت عروقها ورسخت جذورها وذابت عوالق الخلاف حتى يصبح الزوجان بمثابة النفس الواحدة، ومصداق ذلك قول المولى سبحانه: {هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
وما تزال الرابطة الزوجية من أعظم الروابط التي تجمع بين البشر بعامة، والمسلمين بخاصة... ولا شك أن المحافظة على مشاعر الآخرين والبعد عما يجرح مشاعرهم أمر مطلوب شرعا وذوقا وخلقا، وما تصفينه أيتها الفاضلة من سلوك زوجك لابد أن له دوافع معينة، وخاصة أنه يقع بعد هذه العشرة الطويلة- التي نسأل الله أن يطيلها في طاعته واتباع شرعه-.
عليك باللجوء إلى الله عز وجل بكثرة الدعاء له بالهداية وأن يصلح الله قلبه ويلهمه رشده، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.
غير خاف عليك ما يتعرض له الناس اليوم من أمور مغرية ووسائل حديثة سهلت التواصل بين الناس مما سهل على بعض الناس الانزلاق في وهاد لا يعلم مخاطرها إلا الله عز وجل، وزوجك قد وقع في شرك التواصل غير البناء... ودورك هو العمل على انتشاله من هذا الواقع المهين، فلا شك أنه يشعر بالحرج والخجل مخافة فضح الأمر على الأبناء الذين سيسوؤهم هذا السلوك كثيرا.
عليك بمحاولة وضع اليد على مواطن الداء ليكون العلاج ناجعا ومن أهمها الاهتمام بمظهرك والمحافظة على هندامك فكثير من الناس في مثل هذا السن يتحررن من كثير من أخلاقيات الزوجة الناجحة فتفقد الواحدة بريقها، مما يجعل زوجها عرضة للوقوع في أمور أخرى أفضلها أن يفكر في التعدد والمرأة بطبعها لا تقبل بأي نوع من المشاركة في زوجها وخاصة من عاشت مع زوجها لفترة طويلة.
إن رأيت أن أمره مستعص فلا مانع من التشاور مع أرجح أبنائك عقلا وأقدرهم على وعظه وإرشاده إلى الطريق السوي ببيان حكم الله في مثل هذه العلاقات غير المقبولة من الشباب فكيف يحصل ذلك من كهل جاوز الخمسين... كوني واثقة بربك واعلمي أنه هو المصلح سبحانه.
والله نسأل لنا ولكم الصلاح في الدنيا والآخرة.
المصدر: موقع رسالة المرأة.